Sunday, December 30, 2012

فكر بباكر و لا تبكي على ما كان


نشر في صحيفة الشارع يوم 30 ديسمبر 2012

يجف حبر القلم و يتوقف عن التسطير تواضعاً للحظات في حالة واحدة فقط.. عندما يكون من لا يتقن الكتابة حاملاً روحه على كفه ليصنع لي و لقلمي غداً يحاول كل من حولنا وأدهُ قبل أن يكون..
في الوقت الذي كنا نكتب مرثية شهداء مسيرة الحياة الأولى, كانوا هم بأقدام متعبة من المشي نفس المسافة التي قطعها مناضلو و مناضلات مسيرة الحياة الأولى يخطّون الأهداف التي قامت من أجلها انتفاضة فبراير 2011 و بالرغم من أن تلك الأهداف المذكورة في البيان الذي نشره منظمو و منظمات المسيرة على شبكات التواصل الاجتماعي, تجاوزت ما حدث بين الحادي و العشرين من مارس و الثالث و العشرون من نوفمبر العام الماضي لتعود بنا إلى أول بيان ثوري أُشهر في فبراير العام الماضي و حمل الأهداف الاثنى عشر  التي ذُيلت بشعارات النضال من أجل بناء الدولة المدنية.

بغض النظر عن اتفاق أو اختلاف القاريء
/القارئة للمشهد مع طريقة الاعتصام أو مدى أولوية و واقعية الأهداف التي قام من أجلها اعتصام دار الرئاسة في ميدان السبعين, من المهم جداً الاعتراف بأن التيار الذي فجر الانتفاضة في فبراير  باتجاه يمن مدني جديد ما زال موجوداً و إن كان ضعيف التنظيم بمقابل القوى الثيوقراطية التي سيطرت على الساحات بشقيها الإخواني و الحوثي. و من ناحية أخرى فإن مسألة التبرير لأعمال عنف ضد أي مظهر من مظاهر التعبير السلمي أصبحت الاختبار الصعب الذي ليس بالضرورة أن يجتازه صانع القرار دائماً.

إن اعتداء قوات مكافحة الشغب على الشباب و الشابات المعتصمين و المعتصمات أمام دار الرئاسة قبل أيام يضعُ تساؤلاً أمام المسؤولين في هذا البلد عن مدى استيعاب الجميع لفكرة أن المنشأة الحكومية هي من الشعب و للشعب و لا يمكن بعد انتفاضة هزّت أركان البلاد, أن يرسخ أي نظام قادم في الوعي الجمعي للشعب الشعور بالخوف من التعبير السلمي عن أي فكرة أمام مبانِ من المفترض أنها أُنشأت لخدمته, و لا يمكن أبداً مهما اختلفنا أو اتفقنا مع إذا ما كانت اليمن تشهدُ تغييراً حقيقياً أو لا بعد انتفاضة فبراير أن نعود إلى ما قبلها و نصنع لطلقات الرصاص و قنابل الغاز و مرشات المياه و الهراوات أعذاراً لا مكان لها في أي دولة تنشد الحرية و المدنية و العدالة الاجتماعية.

قام شابات و شباب مسيرة التغيير الثانية بعقد مؤتمر صحفي في نقابة الصحفيين يوم الخميس 27 ديسمبر, و قاموا بطرح شهاداتٍ حية عن الاعتداءات التي جابهوها و طالبوا وزارة حقوق الإنسان بإجراء تحقيق عادل بشأن الانتهاكات التي تعرضوا
/تعرضن لها,  و في الختام تحدثوا عن تمسكهم بالهدف الذي اعتصموا من أجله و هو إصدار قرار رئاسي صريح يبعد كلاً من أحمد علي عبد الله صالح و اللواء علي محسن الأحمر من أي تكليف أو منصب عسكري بالإضافة إلى إبعاد اللواء علي غالب القمش من منصبه الحالي ك....

و خلال المؤتمر الصحفي كان الضجيج يملأ المكان بسبب جدل الحضور حول واقعية أهداف المسيرة و الاعتصام و لم يقطع الضجيج سوى هتافات شباب المسيرة الذين استطاعوا توحيد كل من حضر في هتاف لم تستطع النخبة السياسية أو المثقفة أن تجهر به منذ أشهر:

"يا شباب اليمن يا عمال يا فلاحين... ضد القوى الرجعية لا إصلاح لا حوثيين ...قسماً بأن نناضل كل يوم من جديد ...و نسقي من دماءنا اليمن السعيد "

تلك هي اللحظة التي أخجلت الأقلام, لأن أصوات الكادحين قادت النخبة لتذكيرها بالحلم الذي فتته رصاص صالح من جهة و تحالف القوى الرجعية مع الإقليم و العالم لاقتسام الفيد المسمى "اليمن" من جهة أخرى, و تلك اللحظة هي العلامة الفارقة التي تظهر مدى الوعي المدني لدى القوى الحقيقية التي تملك مفاتيح إنجاز المشروع المدني و هي جموع الكادحين و الكادحات الملتحمة مع ذوي و ذوات الأقلام و الفكر و الفن و الأدب و الصحافة و هم جميعاً يكملون الهتاف: "حكومة 7
/7 ... نفس الشكل, نفس الطبعة"

لا أعرف ماذا سيحدث مع القادمين و القادمات في مسيرة الحياة الثانية.. و لا أعرف إن كنا سنشهد مسيرة حياة ثالثة تذلل ال 280 كم بهتافات لا تنشد إلا العدالة الاجتماعية.. و لكن ما أعرفه أنه بالرغم من تعدد السيناريوهات المحتملة لملحمة التغيير في الأعوام المقبلة, فإنه من المستحيل أن يعود الشعب اليمني إلى ما قبل فبراير 2011... و بهذه الأفكار خرجت يوم الخميس من نقابة الصحفيين و أنا أدندن: " لكن دم الضحايا صانع الألحان .. لحن لصنعاء نشيد الارض والريحان...ولاح برق المعنّى في جبل شمسان.. ينقش على الصخر والأحجار والعيدان.. الموت يابن التعاسه يخلق الشجعان .. فكر بباكر ولا تبكي على ماكان "










  

1 comment:

  1. Good morning how are you?

    My name is Emilio, I am a Spanish boy and I live in a town near to Madrid. I am a very interested person in knowing things so different as the culture, the way of life of the inhabitants of our planet, the fauna, the flora, and the landscapes of all the countries of the world etc. in summary, I am a person that enjoys traveling, learning and respecting people's diversity from all over the world.

    I would love to travel and meet in person all the aspects above mentioned, but unfortunately as this is very expensive and my purchasing power is quite small, so I devised a way to travel with the imagination in every corner of our planet. A few years ago I started a collection of used stamps because trough them, you can see pictures about fauna, flora, monuments, landscapes etc. from all the countries. As every day is more and more difficult to get stamps, some years ago I started a new collection in order to get traditional letters addressed to me in which my goal was to get at least 1 letter from each country in the world. This modest goal is feasible to reach in the most part of countries, but unfortunately it’s impossible to achieve in other various territories for several reasons, either because they are countries at war, either because they are countries with extreme poverty or because for whatever reason the postal system is not functioning properly.

    For all this I would ask you one small favor:
    Would you be so kind as to send me a letter by traditional mail from Yemen? I understand perfectly that you think that your blog is not the appropriate place to ask this, and even, is very probably that you ignore my letter, but I would call your attention to the difficulty involved in getting a letter from that country, and also I don’t know anyone neither where to write in Yemen in order to increase my collection. a letter for me is like a little souvenir, like if I have had visited that territory with my imagination and at same time, the arrival of the letters from a country is a sign of peace and normality and an original way to promote a country in the world. My postal address is the following one:

    Emilio Fernandez Esteban
    Avenida Juan de la Cierva, 44
    28902 Getafe (Madrid)
    Spain

    If you wish, you can visit my blog www.cartasenmibuzon.blogspot.com where you can see the pictures of all the letters that I have received from whole World.

    Finally I would like to thank the attention given to this letter, and whether you can help me or not, I send my best wishes for peace, health and happiness for you, your family and all your dear beings.

    Yours Sincerely

    Emilio Fernandez

    ReplyDelete