نشر في صحيفة الشارع يوم 30 ديسمبر 2012
يجف حبر القلم و يتوقف عن التسطير تواضعاً للحظات في حالة واحدة فقط.. عندما يكون من لا يتقن الكتابة حاملاً روحه على كفه ليصنع لي و لقلمي غداً يحاول كل من حولنا وأدهُ قبل أن يكون..
يجف حبر القلم و يتوقف عن التسطير تواضعاً للحظات في حالة واحدة فقط.. عندما يكون من لا يتقن الكتابة حاملاً روحه على كفه ليصنع لي و لقلمي غداً يحاول كل من حولنا وأدهُ قبل أن يكون..
في الوقت الذي كنا نكتب مرثية شهداء مسيرة الحياة الأولى, كانوا هم بأقدام متعبة
من المشي نفس المسافة التي قطعها مناضلو و مناضلات مسيرة الحياة الأولى يخطّون
الأهداف التي قامت من أجلها انتفاضة فبراير 2011 و بالرغم من أن تلك الأهداف
المذكورة في البيان الذي نشره منظمو و منظمات المسيرة على شبكات التواصل الاجتماعي,
تجاوزت ما حدث بين الحادي و العشرين من مارس و الثالث و العشرون من نوفمبر العام
الماضي لتعود بنا إلى أول بيان ثوري أُشهر في فبراير العام الماضي و حمل الأهداف
الاثنى عشر التي ذُيلت بشعارات النضال من
أجل بناء الدولة المدنية.
بغض النظر عن اتفاق أو اختلاف القاريء/القارئة للمشهد مع طريقة الاعتصام أو مدى أولوية و واقعية الأهداف التي قام من أجلها اعتصام دار الرئاسة في ميدان السبعين, من المهم جداً الاعتراف بأن التيار الذي فجر الانتفاضة في فبراير باتجاه يمن مدني جديد ما زال موجوداً و إن كان ضعيف التنظيم بمقابل القوى الثيوقراطية التي سيطرت على الساحات بشقيها الإخواني و الحوثي. و من ناحية أخرى فإن مسألة التبرير لأعمال عنف ضد أي مظهر من مظاهر التعبير السلمي أصبحت الاختبار الصعب الذي ليس بالضرورة أن يجتازه صانع القرار دائماً.
إن اعتداء قوات مكافحة الشغب على الشباب و الشابات المعتصمين و المعتصمات أمام دار الرئاسة قبل أيام يضعُ تساؤلاً أمام المسؤولين في هذا البلد عن مدى استيعاب الجميع لفكرة أن المنشأة الحكومية هي من الشعب و للشعب و لا يمكن بعد انتفاضة هزّت أركان البلاد, أن يرسخ أي نظام قادم في الوعي الجمعي للشعب الشعور بالخوف من التعبير السلمي عن أي فكرة أمام مبانِ من المفترض أنها أُنشأت لخدمته, و لا يمكن أبداً مهما اختلفنا أو اتفقنا مع إذا ما كانت اليمن تشهدُ تغييراً حقيقياً أو لا بعد انتفاضة فبراير أن نعود إلى ما قبلها و نصنع لطلقات الرصاص و قنابل الغاز و مرشات المياه و الهراوات أعذاراً لا مكان لها في أي دولة تنشد الحرية و المدنية و العدالة الاجتماعية.
قام شابات و شباب مسيرة التغيير الثانية بعقد مؤتمر صحفي في نقابة الصحفيين يوم الخميس 27 ديسمبر, و قاموا بطرح شهاداتٍ حية عن الاعتداءات التي جابهوها و طالبوا وزارة حقوق الإنسان بإجراء تحقيق عادل بشأن الانتهاكات التي تعرضوا/تعرضن لها, و في الختام تحدثوا عن تمسكهم بالهدف الذي اعتصموا من أجله و هو إصدار قرار رئاسي صريح يبعد كلاً من أحمد علي عبد الله صالح و اللواء علي محسن الأحمر من أي تكليف أو منصب عسكري بالإضافة إلى إبعاد اللواء علي غالب القمش من منصبه الحالي ك....
و خلال المؤتمر الصحفي كان الضجيج يملأ المكان بسبب جدل الحضور حول واقعية أهداف المسيرة و الاعتصام و لم يقطع الضجيج سوى هتافات شباب المسيرة الذين استطاعوا توحيد كل من حضر في هتاف لم تستطع النخبة السياسية أو المثقفة أن تجهر به منذ أشهر:
"يا شباب اليمن يا عمال يا فلاحين... ضد القوى الرجعية لا إصلاح لا حوثيين ...قسماً بأن نناضل كل يوم من جديد ...و نسقي من دماءنا اليمن السعيد "
تلك هي اللحظة التي أخجلت الأقلام, لأن أصوات الكادحين قادت النخبة لتذكيرها بالحلم الذي فتته رصاص صالح من جهة و تحالف القوى الرجعية مع الإقليم و العالم لاقتسام الفيد المسمى "اليمن" من جهة أخرى, و تلك اللحظة هي العلامة الفارقة التي تظهر مدى الوعي المدني لدى القوى الحقيقية التي تملك مفاتيح إنجاز المشروع المدني و هي جموع الكادحين و الكادحات الملتحمة مع ذوي و ذوات الأقلام و الفكر و الفن و الأدب و الصحافة و هم جميعاً يكملون الهتاف: "حكومة 7/7 ... نفس الشكل, نفس الطبعة"
لا أعرف ماذا سيحدث مع القادمين و القادمات في مسيرة الحياة الثانية.. و لا أعرف إن كنا سنشهد مسيرة حياة ثالثة تذلل ال 280 كم بهتافات لا تنشد إلا العدالة الاجتماعية.. و لكن ما أعرفه أنه بالرغم من تعدد السيناريوهات المحتملة لملحمة التغيير في الأعوام المقبلة, فإنه من المستحيل أن يعود الشعب اليمني إلى ما قبل فبراير 2011... و بهذه الأفكار خرجت يوم الخميس من نقابة الصحفيين و أنا أدندن: " لكن دم الضحايا صانع الألحان .. لحن لصنعاء نشيد الارض والريحان...ولاح برق المعنّى في جبل شمسان.. ينقش على الصخر والأحجار والعيدان.. الموت يابن التعاسه يخلق الشجعان .. فكر بباكر ولا تبكي على ماكان "
بغض النظر عن اتفاق أو اختلاف القاريء/القارئة للمشهد مع طريقة الاعتصام أو مدى أولوية و واقعية الأهداف التي قام من أجلها اعتصام دار الرئاسة في ميدان السبعين, من المهم جداً الاعتراف بأن التيار الذي فجر الانتفاضة في فبراير باتجاه يمن مدني جديد ما زال موجوداً و إن كان ضعيف التنظيم بمقابل القوى الثيوقراطية التي سيطرت على الساحات بشقيها الإخواني و الحوثي. و من ناحية أخرى فإن مسألة التبرير لأعمال عنف ضد أي مظهر من مظاهر التعبير السلمي أصبحت الاختبار الصعب الذي ليس بالضرورة أن يجتازه صانع القرار دائماً.
إن اعتداء قوات مكافحة الشغب على الشباب و الشابات المعتصمين و المعتصمات أمام دار الرئاسة قبل أيام يضعُ تساؤلاً أمام المسؤولين في هذا البلد عن مدى استيعاب الجميع لفكرة أن المنشأة الحكومية هي من الشعب و للشعب و لا يمكن بعد انتفاضة هزّت أركان البلاد, أن يرسخ أي نظام قادم في الوعي الجمعي للشعب الشعور بالخوف من التعبير السلمي عن أي فكرة أمام مبانِ من المفترض أنها أُنشأت لخدمته, و لا يمكن أبداً مهما اختلفنا أو اتفقنا مع إذا ما كانت اليمن تشهدُ تغييراً حقيقياً أو لا بعد انتفاضة فبراير أن نعود إلى ما قبلها و نصنع لطلقات الرصاص و قنابل الغاز و مرشات المياه و الهراوات أعذاراً لا مكان لها في أي دولة تنشد الحرية و المدنية و العدالة الاجتماعية.
قام شابات و شباب مسيرة التغيير الثانية بعقد مؤتمر صحفي في نقابة الصحفيين يوم الخميس 27 ديسمبر, و قاموا بطرح شهاداتٍ حية عن الاعتداءات التي جابهوها و طالبوا وزارة حقوق الإنسان بإجراء تحقيق عادل بشأن الانتهاكات التي تعرضوا/تعرضن لها, و في الختام تحدثوا عن تمسكهم بالهدف الذي اعتصموا من أجله و هو إصدار قرار رئاسي صريح يبعد كلاً من أحمد علي عبد الله صالح و اللواء علي محسن الأحمر من أي تكليف أو منصب عسكري بالإضافة إلى إبعاد اللواء علي غالب القمش من منصبه الحالي ك....
و خلال المؤتمر الصحفي كان الضجيج يملأ المكان بسبب جدل الحضور حول واقعية أهداف المسيرة و الاعتصام و لم يقطع الضجيج سوى هتافات شباب المسيرة الذين استطاعوا توحيد كل من حضر في هتاف لم تستطع النخبة السياسية أو المثقفة أن تجهر به منذ أشهر:
"يا شباب اليمن يا عمال يا فلاحين... ضد القوى الرجعية لا إصلاح لا حوثيين ...قسماً بأن نناضل كل يوم من جديد ...و نسقي من دماءنا اليمن السعيد "
تلك هي اللحظة التي أخجلت الأقلام, لأن أصوات الكادحين قادت النخبة لتذكيرها بالحلم الذي فتته رصاص صالح من جهة و تحالف القوى الرجعية مع الإقليم و العالم لاقتسام الفيد المسمى "اليمن" من جهة أخرى, و تلك اللحظة هي العلامة الفارقة التي تظهر مدى الوعي المدني لدى القوى الحقيقية التي تملك مفاتيح إنجاز المشروع المدني و هي جموع الكادحين و الكادحات الملتحمة مع ذوي و ذوات الأقلام و الفكر و الفن و الأدب و الصحافة و هم جميعاً يكملون الهتاف: "حكومة 7/7 ... نفس الشكل, نفس الطبعة"
لا أعرف ماذا سيحدث مع القادمين و القادمات في مسيرة الحياة الثانية.. و لا أعرف إن كنا سنشهد مسيرة حياة ثالثة تذلل ال 280 كم بهتافات لا تنشد إلا العدالة الاجتماعية.. و لكن ما أعرفه أنه بالرغم من تعدد السيناريوهات المحتملة لملحمة التغيير في الأعوام المقبلة, فإنه من المستحيل أن يعود الشعب اليمني إلى ما قبل فبراير 2011... و بهذه الأفكار خرجت يوم الخميس من نقابة الصحفيين و أنا أدندن: " لكن دم الضحايا صانع الألحان .. لحن لصنعاء نشيد الارض والريحان...ولاح برق المعنّى في جبل شمسان.. ينقش على الصخر والأحجار والعيدان.. الموت يابن التعاسه يخلق الشجعان .. فكر بباكر ولا تبكي على ماكان "